القرآن الكريم ولغة النبي العربي صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة؟ أما وإن اللغة العربية قد تراجعت قليلاً خلال قرن من الزمان فقد كان لزاماً أن تكتسب ترجمة معاني القرآن الكريم أهمية خاصة كي لا يتوقف تبليغ الرسالة السماوية الخالدة في عصر تضاءلت فيه المسافات بفضل ما منَّ الله سبحانه وتعالى على الإنسان من تقدم تقني وعلميّ قلّما سبق له مثيل. وإزاء هذا الاتصال المتزايد بين الأمم وفي ظل تهافت العقائد الملحدة والمشركة والوضعية الكافرة، ونظراً للخواء الروحي الذي يلف عالمنا المعاصر وفي ظل دعوات العولمة وغيرها فإن الحاجة تمسّ إلى أن ينهض المسلمون بدورهم المنوط بهم وأن يتبوّأوا مكانتهم التي ارتضى الله عز وجل لهم في تبليغ الدعوة للناس كافة بلغاتهم أولاً من خلال الترجمة السليمة لكتاب الله ريثما تعود اللغة العربية إلى سابق عهدها وعاءً للعقيدة والحضارة والثقافة، وعاء إيمان ووحدة لا أوعية كفر وتمزيق شمل. وما الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله تفسيراً وترجمةً ونشراً، وما مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة إلا خير شاهد على الاضطلاع بتأدية الأمانة التي حُمّلنا والتي سنسأل عنها يوم العرض: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة:143) أي أمةً إسلامية كما أرادها الله لا كما ترجمها جورج سيل (George Sale) أمة عربية (Thus have

طور بواسطة نورين ميديا © 2015