الإِسلام ليس أن تمنع نفسك من طرح مثل هذا السؤال، بالعكس منهج الإِسلام أن تظهر ما عندك من سؤال؛ لأن الإِسلام ليس عنده ما يخفيه، الإِسلام دين قادر على أن يجيب على كل سؤال بتمكن واقتدار وكفاءة تامة.
ولذلك سبحان الله! بعض المسلمين أيضًا بدأوا يخرجون المسألة من الأزمة، وليجعلوها متناسبة مع العقل الحديث، فقالوا المقصود من الآية أن الله يضل بها من يشاء أن يضل، ويهدي من يشاء أن يهتدي، فيجعل الضمير عائدًا على الشخص نفسه.
وأنا أشكر هؤلاء لغيرتهم على الإِسلام، ولكن أنا أريد أن أجعل المسألة مستحكمة ثقة مني في دين الله، وفيما يطرحه من آيات الهدى البينة الرائعة، يقول الله تعالى: {مَنْ يَشَإِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: 39]، من يشأ الله، فالمشيئة راجعة إلى الله، ويقول: {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: 17] .. لقد ذكروا أن الله هو الذي يقول: أتريدون أن تهدوا من أضل الله، فيكون قد ذكر أن الله يضلهم ..
فأنا أريد أن أقول لكم إن القرآن حتى حين يقول فمن يهديه من بعد الله، فمن يهدي من أضل الله، واضح وصريح في أن الله هو الذي يهدي وأَن الله هو الذي يضل ..