هي الفئة التى سأقول لكم عنهم يقول: ({إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ} [الممتحنة: 9]

إذا كان اليهود قد أخرجوكم من أرض فلسطين والجولان وسيناء ومن الأردن ولبنان، فإن الله لا ينهاكم عمن أخرجكم فقط وإنما عمن ظاهره، أي ساعده أيضًا على إخراجكم {وَإِنْ تَوَلَّوْا} أي إياكم أن تتولوهم أي يكون بينكم وبينهم ولاية، يقول الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ} [المائدة: 52] أي يتقربون إليهم ويتخذون عندهم الوسيلة ويبتغون إرضاءهم، ويكون بينهم صلة، يقول الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)} [المائدة: 52] يندمون على تصورهم أن هؤلاء الناس يمكن أن يأتي الخير من طرفهم، أو من علاقتهم بهم.

لذلك ربطت هذه الآيات عداوتنا لهؤلاء لا بسبب أنهم يهود أو نصارى أو ملحدون، وإنما بسبب أنهم يعادوننا، يحرموننا حقوقنا، يخرجوننا من أرضنا، يعتدون علينا، وبعد ذلك لن تجد آية واحدة في القرآن تقول لك عادهم إذا تركوا المعاداة، وإنما أن نبرهم ونقسط إليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015