أحمد الله -عز وجل- الذي جعلنا نفتح معًا أبواب الفهم لآيات القرآن، وأبواب الاتعاظ بما نزل فيه من موعظة للمتقين، وكم أتمنى - والله- أن ندرس كل القرآن الكريم بهذه الصورة التي نفهم بها ما وراء الآيات من مرامٍ، ومن مقاصد، ومن مفاهيم، ومن أعماق حتى يصير الإنسان عالمًا بالقرآن ..
إن الله تعالى قصر الانتفاع بهذه الآيات على صاحب البصيرة والعلم والعقل، يقول الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)} [العنكبوت]، العالمون فقط هم من يعقلونها لذلك نحن حين نطرح آيات القرآن لنعلمها ولندرسها إنما نحاول أن نُرزق الفهم، وذلك حتى يتحقق فينا قوله تعالى: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} .. بل إن الله تعالى في سورة النحل يقول عن آياته إنها هدى وبشرى للمسلمين ..
إن المسلم يبشر بالقرآن وذلك بأن يفهم ويعقل، ونحن نحمد الله سبحانه كثيرًا على هذا الفضل ..