بعد حول، وإنما ترتبط بزمن الحصاد، {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141].
ولكن هؤلاء الأشقاء قرروا، وقالوا: إن الفقراء اليوم سينامون مبكرًا حتى يستيقظوا مبكرًا ليدركوا موسم الحصاد، لذا لا بد أن نستيقظ قبلهم ونحصد فإذا استيقظ الفقراء يجدون الدواب قد حملت المحصول، وانتهى الأمر ..
يقول الله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ} [القلم:19] طاف على الحقل {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} فاحترقت بالكامل، وانتهت {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)} [القلم]، وفي الصباح تنادوا فوجدوا أنه لا شيء عندهم، لقد حولهم الله لفقراء لأنهم لم ينفقوا على الفقراء.
كذلك في سورة الكهف نجد حوارًا بين رجل غني ورجل فقير، رجل غني غنى شديدًا، ورجل فقير فقرًا شديدًا، فالغني يُعير الفقير، يقول له: لولا اللقمة التي أطعمك إياها ما طعمت، وهذا ما يقوله بعض الأشخاص اليوم بصيغة (أنت .. لحم كتفيك من خيري).
لكن الفقير كان يفهم حركة الأرزاق وفقه الله - سبحانه وتعالى - في الأرزاق، فقال له: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ} [الكهف: 40] فيرتفع الفقير إلى الغنى {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ