وأوروبا والعالم المتقدم؟ إنهم يعيشون حياة رغدة واسعة مع أنهم كفار مشركون بالله بعيدون عن منهج الله، كيف إذن نفهم آيات القرآن في ضوء ما يحدث في الواقع؟

والحقيقة أن هذه الشبهة بالذات لا تدل فقط على أننا لا نفهم آيات القرآن، بل تدل على أننا أيضًا لا نفهم الواقع، كيف؟

مبدئيًا وقبل أن أتطرق للموضوع أريد أن أسأل: هل المسلمون يطبقون الإسلام؟

يقول الله- سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)} [الأعراف] كيف يطبقون الإسلام ونجد في البلاد الإسلامية خمرًا وزنا وربا ونوادي القمار، وفيها مراهنات الخيل؟

هل تطبيق الإسلام يكون بمجرد أن أسماءهم في البطاقات وجوازات السفر أسماء مسلمين .. لمجرد أن أسماءهم هكذا.

لو أننا فهمنا الواقع سنعرف أن المسلمين معظمهم مسلمون بالاسم، ولكن لا يطبقون الإسلام، والعبرة الآية هي بالإيمان الفعلي والتقوى الفعلية، وما دام الحرام عند المسلم حلالًا تصبح الآية التي تقول {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا} غير مطبقة، وغير قائمة؛ لأنهم لا آمنوا ولا اتقوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015