لذلك كما ذكرت من قبل، ذكر القرآن عن قوم أنه هداهم وهم كفار، وقال إن الله قد هداهم .. قال عن ثمود الذين عذبوا وماتوا كفارًا: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} [فصلَت:17] ثم قال: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17]، وعن فرعون {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} [النازعات 19] أي أنه هو الذي رفض الهدى، وقال عن آزر والد إبراهم عليه الصلاه والسلام أو عمه، {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)} [مريم] سأهديك .. الهدى معناها الدلالة علي الخير، بل إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يذكر أن الكفار اتخذوا قرارًا بألا يؤمنو في، {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص: 57] .. ويقول تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} [الأنعام:116] هذا وصف عن الكفار .. وقال: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم:23] ما هذا؟ أيذكر القرآن عن قوم أنهم قد جاءهم من ربهم الهدى وهم يتبعون الظن وما تهوي الأنفس وهم كفار؟ والجواب نعم .. وذلك لإبطال حجتهم يوم القيامة.
ولذلك حينما تقرأ سورة الزمر تجد ردًا علي من يريد أن يتحجج وذلك حتي لا يأتي شخص يوم القيامة ويقول {لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [الزمر:57] حتي لا تزعم نفس هذا ..