{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} [يونس: 22] ليس أمامه سبيل حينئذ {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

فجعل الله القدر لكي يشعر الإنسان بحاجته إلى الله أحيانًا، لأن القوة أحيانًا تسبب الطغيان، ألم يقل فرعون: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} [غافر: 29] وقال {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)} [النازعات]، لكنه عندما وجد نفسه يغرق قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90].

إن فرعون أعلن إسلامه نتيجة هذا الاعتصار، صحيح كان الأوان قد فات، فالله سبحانه وتعالى قال له: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)} [يونس]، إذن كانت نتيجة ما حدث له أنه لجأ إلى الله ..

وهذا حال فرعون وغيره كقارون، أما حال المسلم الصالح الذي ينسى الله فإن الله تعالى يرسل إليه ما يذكره، فجاء القدر من هذه الناحية ..

وهناك اختلاف بين القضاء وبين القدر، يعني القضاء والقدر ليسا معنى واحدًا، وإنما الله تعالى قد يبرم أمرًا أن يمرض فلان، ثم ينزل المرض فعلًا، فقبل نزول المرض هناك أمر قرره الله، وبعد نزوله نفذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015