الَّذين آمنُوا لاترفعوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بالْقَوْل كجهر بَعْضكُم لبَعض أَن تحبط أَعمالكُم وَأَنْتُم لَا تشعرون} (?) كَانَ ثَابت بن قيس بن الشماس رَضِي الله عَنهُ رفيع الصَّوْت، فَقَالَ: أَنا الَّذِي كنت أرفع صوتي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا من أهل النَّار حَبط عَمَلي وَجلسَ فِي أَهله حَزينًا يبكي. فَفَقدهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رجل: يارسول الله أَنا أعلم لَك علمه فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ فِي بَيته منكّساً رَأسه فَقَالَ: مَا شَأْنك. فَقَالَ: ثَابت رَضِي الله عَنهُ: أنزلت هَذِه الْآيَة وَلَقَد علمْتُم أَنِّي من أرفعكم صَوتا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَنا من أهل النَّار فَأتى الرجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ: إِنَّك لست من أهل النَّار وَلَكِن من أهل الْجنَّة)) . (?)

أما عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت أَيْضا فَإِنَّهُ لما نزلت صَار إِذا خَاطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهمس همساً خشيَة أَن يحبط عمله. يَقُول ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا: ((فَمَا كَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يُسمِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد هَذِه الْآيَة حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ)) (?) حَقًا لقد كَانَ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم جيلاً قرآنياً فريداً ترى أحدهم كَأَنَّهُ مصحف يمشي على الأَرْض يتغلب أحدهم على مشاعره وَيُخَالف هوى نَفسه ليستجيب لِلْقُرْآنِ ويتمثل لِلْقُرْآنِ، فَهَذَا أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ لما وَقع من مسطح بن أَثَاثَة ـ وَهُوَ ابْن خَالَة أَبى بكر ـ مَا وَقع من الْكَلَام فِي عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015