وَترك عبَادَة مَا سواهُ هُوَ أول وَاجِب، فَلهَذَا كَانَ أول مَا دعت إِلَيْهِ الرُّسُل عَلَيْهِم السَّلَام كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول إِلَّا نوحي إِلَيْهِ أَنه لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدون} (?) وَقَالَ أَيْضا: وَإِذا أَرَادَ الدعْوَة إِلَى ذَلِك فليبدأ بالدعوة إِلَى التَّوْحِيد الَّذِي هُوَ معنى شَهَادَة أَن لَا إِلَه الله إِذْ لَا تصح الْأَعْمَال إِلَّا بِهِ فَهُوَ أَصْلهَا الَّذِي تبنى عَلَيْهِ وَمَتى لم يُوجد لم ينفع الْعَمَل بل هُوَ حابط إِذْ لَا تصح الْأَعْمَال مَعَ الشّرك. (?) كَذَلِك نجد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدَمَا أرسل عليا رَضِي الله عَنهُ لفتح خَيْبَر وَأَعْطَاهُ الرَّايَة أمره أَن يَدعُوهُم إِلَى شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ويقاتلهم عَلَيْهَا. (?) قَالَ الشَّيْخ سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب رَحمَه الله تَعْلِيقا على هَذَا الحَدِيث: وَفِيه أَن الدعْوَة إِلَى شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله المُرَاد بهَا الدعْوَة إِلَى الْإِخْلَاص بهَا وَترك الشّرك وَإِلَّا فاليهود يَقُولُونَهَا وَلم يفرق النَّبِي (فِي الدعْوَة إِلَيْهَا بَينهم وَبَين من لَا يَقُولهَا من مُشْركي الْعَرَب فَعلم أَن المُرَاد من هَذِه الْكَلِمَة هُوَ اللَّفْظ بهَا واعتقاد مَعْنَاهَا وَالْعَمَل بِهِ (?) ، فَمن هُنَا نرى كَيفَ ركز صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على العقيدة وَالْإِخْلَاص لله وأنهما الركيزة الَّتِي يبْدَأ بهَا فِي الدعْوَة والتربية , وَأَيْضًا فَفِي مبدأ تربية الْمُسلم لوَلَده يجب أَن يغْرس فِي نَفسه التَّوْحِيد والعقيدة الصَّحِيحَة.
وَمن محَاسِن مَا رَأَيْته عِنْد بعض النَّاس أَنهم يعودون الطِّفْل أول مَا ينْطق على كلمة التَّوْحِيد لَا إِلَه إِلَّا الله وَقد رُوي فِي ذَلِك حديثٌ مَرْفُوع ((افتحوا على صِبْيَانكُمْ بِلَا إِلَه إِلَّا الله)) رَوَاهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان (?) لكنه لَا