وَقد يكون الثَّوَاب معنوياً أَو دُعَاء وَله دوره وأثره فِي النُّفُوس وَاسْتعْمل ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَوَاطِن كَثِيرَة: فقد قَالَ لسعد بن أبي وَقاص فِي معركة أُحد ((ارْمِ فدَاك أبي وَأمي)) . (?) ومَرَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قوم ينتضلون (?) فَقَالَ: ((ارموا بني إِسْمَاعِيل فَإِن أَبَاكُم كَانَ راميا، ارموا وَأَنا مَعَ بني فلَان……)) (?) الحَدِيث والأمثلة فِي هذاالباب كَثِيرَة.

أما التربية بالعقوبة فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يغْفل عَن هَذَا الْجَانِب وَهُوَ أَنْوَاع، فقد تكون الْعقُوبَة بِتَغَيُّر الْوَجْه وَقد تكون بِالْإِعْرَاضِ عَن الشَّخْص وَقد تكون بالتأنيب والذم وَقد تكون بالهجر وَبِمَا هُوَ أَشد من ذَلِك.

فَمن الأول ماورد عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا اشترت خرقَة فِيهَا تصاوير فَلَمَّا رَآهَا الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ على الْبَاب فَلم يدْخل فَعرفت فِي وَجهه الْكَرَاهَة، فَقلت يَا رَسُول الله أَتُوب إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله مَاذَا أذنبت؟ فَقَالَ رَسُول الله (مَا بَال هَذِه الْخِرْقَة) ؟ قلت: اشْتَرَيْتهَا لَك لتقعد عَلَيْهَا وتوسدها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِن أَصْحَاب هَذَا الصُّور يَوْم الْقِيَامَة يُعَذبُونَ فَيُقَال لَهُم: أحيوا ماخلقتم، وَقَالَ: إِن الْبَيْت الَّذِي فِيهِ صُورَة لاتدخله الْمَلَائِكَة)) أخرجه البُخَارِيّ (?) فَهَذِهِ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا تأثرت هَذَا التأثر الْعَظِيم لما رَأَتْ تغير وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَكَذَا كَانَ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم بحساسيتهم وَشدَّة حرصهم على رضَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015