وفيات الاعيان (صفحة 701)

أعرابي فقال: قد قلت شعراً، وأنشأ يقول:

أخالد إني لم أزرك لحاجة ... سوى أنني عاف وأنت جواد

أخالد إن الأجر والحمد حاجتي ... فأيهما تأتي وأنت عماد فقال له خالد: سل يا أعرابي؛ قال، وجعلت المسألة إلي أصلح الله الأمير قال: نعم، قال: مائة ألف درهم، قال: أكثرت يا أعرابي، قال: فأحطك قال: نعم، قال: قد حططتك تسعين ألفاً، قال له خالد: يا أعرابي لا أدري من أي أمريك أعجب، فقال: أصلح الله الأمير، أنت جعلت المسألة إلي فسألتك على قدرك وما تستحقه في نفسك، فلما سألتني أن أحط حططت على قدري وما استأهله في نفسي، فقال له خالد: والله يا أعرابي لا تغلبني؛ يا غلام أعطه مائة ألف درهم، فدفعها إليه] (?) .

وكتب إليه هشام بن عبد الملك: " بلغني أن رجلاً قام إليك فقال: إن الله جواد وأنت جواد، وإن الله كريم وأنت كريم، حتى عد عشر خصال، ووالله لئن لم تخرج من هذا لأستحلن دمك "؛ فكتب إليه خالد: " نعم يا أمير المؤمنين قام إلي فلان فقال: الله كريم يحب الكريم، فأنا أحبك لحب الله إياك، ولكن أشد من هذا مقام ابن شقي البجلي إلى أمير المؤمنين فقال: خليفتك أحب إليك أم رسولك فقلت: بل خليفتي، فقال: أنت خليفة الله ومحمد رسول الله " والله لقتل رجل من بجيلة أهون على الخاصة والعامة من كفر أمير المؤمنين، هكذا ذكره الطبري في تاريخه.

وكان خالد يتهم في دينه (?) ، وبنى لأمه كنيسة تتعبد فيها، وفي ذلك يقول الفرزدق يهجوه:

ألا قبح الرحمن ظهر مطية ... أتتنا تهادى من دمشق بخالد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015