واختصر كتاب " الحيوان " للجاحظ، وسمى المختصر " روح الحيوان " وهي تسمية لطيفة [وله كتاب مصايد الشوارد] (?) ، وله ديوان جميعه موشحات سماه " دار الطراز " (?) وجمع شيئاً من الرسائل الدائرة بينه وبين القاضي الفاضل وفيه كل معنى مليح (?) .
واتفق في عصره بمصر جماعة من الشعراء المجيدين، وكان لهم مجالس يجري بينهم فيها مفاكهات ومحاورات يروق سماعها. ودخل في ذلك الوقت إلى مصر شرف الدين بن عنين - المقدم ذكره في المحمدين - فاحتفلوا به وعملوا له وكانوا يجتمعون على أرغد عيش، وكانوا يقولون: هذا شاعر الشام، وجرت لهم محافل سطرت عنهم، ولولا خشية التطويل لذكرت بعضها.
ومن محاسن شعره بيتان من جملة قصيدة يمدح بها القاضي الفاضل رحمه الله تعالى، وهما (?) :
ولو أبصر النظام جوهر ثغرها ... لما شك فيه أنه الجوهر الفرد
ومن قال إن الخيزرانة قدها ... فقولوا له إياك أن يسمع القد ومن شعره أيضاً (?) :
لا الغصن يحكيك ولا الجؤذر ... حسنك مما كثروا أكثر
يا باسماً أبدى لنا ثغره ... عقداً ولكن كله جوهر
قال لي اللاحي: أما تسمع (?) ... فقلت: يا لاحي أما تبصر وله يتغزل بجارية عمياء (?) :