شرع الرئيس أبو الفضل ابن العميد في بناء حائط عظيم دار مخدومه ركن الدولة، فقال له عارض الجيش: هذا كما يقال: الشد بعد الضراط، فقال ابن العميد: هذا أيضاً جيد، لئلا تنفلت أخرى، فاستحسن منه هذا الجواب (?) .
وفيه يقول بعض أصحابه:
آل العميد وآل برمك ما لكم ... قل المعين لكم وذل الناصر
كان الزمان يحبكم فبدا له ... إن الزمان هو الخؤون الغادر وتولى موضعه الصاحب ابن عباد - وقد تقدم ذكره في ترجمته فينظر هناك في حرف الهمزة (?) .
وكان أبو الفتح المذكور قبل أن يقتل بمدة قد لهج بإنشاد هذين البيتين:
دخل الدنيا أناس قبلنا ... رحلوا عنها وخلوها لنا
ونزلناها كما قد نزلوا ... ونخليها لقوم بعدنا ومن المنسوب إلى أبي الفتح ابن العميد:
يقول لي الواشون: كيف تحبها ... فقلت لهم: بين المقصر والغالي
ولولا حذاري منهم لصدقتهم ... فقلت: هوى لم يهوه قط أمثالي
وكم من شفيق قال: مالك واجما ... فقلت: ترى ما بي وتسأل عن حالي (?) (224) وكان أبو حيان علي بن محمد التوحيدي البغدادي (?) قد وضع كتاباً سماه " مثالب الوزيرين " ضمنه معايب أبي الفضل ابن العميد المذكور والصاحب