وفيات الاعيان (صفحة 1995)

جنيت جني الورد من ذلك الخد ... وعانقت غصن البان من ذلك القد فلما انتهى إلى مخلصها قال:

لئن يوما بسمعي ملامة ... لهند فلا عفت الملامة في هند

ولا وجدت عيني سبيلا إلى البكا ... ولا بت في أسر الصبابة والوجد

وبحت بما ألقى ورحت مقابلا ... سماحة مجد الدين بالكفر والجحد وقوله من قصيدة أخرى:

فلا وجد سوى وجدي بليلى ... ولا مجد كمجد ابن الدوامي وقوله في أخرى:

فأقسم أني أفي الصبابة واحد ... وأن كمال الدين في الجود واحد إلى غير ذلك.

وكانت وفاته، على ماقاله ابن الجوزي في تاريخه، في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين، وقال غيره: سنة ثمانين وخمسمائة ببغداد، ودفن في باب أبرز محاذي التاجية، رحمه الله تعالى.

والأبله: معروف فلا حاجة إلى ضبطه، وإنما قيل له أبله لأنه كان فيه طرف بله، وقيل لأنه كان في غاية الذكاء، وهو من أسماء الأضداد، كما قيل للأسود: كافور.

وكان له ميل إلى بعض أبناء البغاددة، فعبر على باب داره فوجد خلوة، فكتب على الباب، قال العماد الكاتب: وأنشدنيهما:

دارك يا بدر الدجى جنة ... بغيرها نفسي ما تلهو

وقد روي في خبر أنه ... أكثر أهل الجنة البله ولابن التعاويذي المذكور بعده فيه هجاء أفحش فيه، فأضربت عن ذكره مع أنها أبيات جيدة، والله أعلم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015