رجعنا إلى خبر السلامي مع عضد الدولة:
فاشتمل عليه بجناح القبول، ودفع إليه مفتاح المأمول، واختص بخدمته في مقامه وظعنه، وتوفر من صلاته حظه، وكان عضد الدولة يقول: إذا رأيت السلامي في مجلس ظننت أعطارد قد نزل من الفلك إلي ووقف بين يدي. ولما توفي عضد الدولة - في التاريخ المذكور في ترجمته - تراجع طبع السلامي ورقت حاله، ثم مازالت تتماسك مرة وتتداعى أخرى حتى مات.
وله في عضد الدولة كل قصيدة بديعة، فمن ذلك قوله ذلك قوله من جملة قصيد (?) :
نبهت ندماني وقد ... عبرت بنا الشعرى العبور
والبدر في أفق السما ... ء كروضة فيها غدير
هبوا إلى شرب المدا ... م فإنما الدنيا غرور (?)
هبوا فقد عيي الرقي ... ب فنام وانتبه السرور
وأشار إبليس فقل ... نا كلنا: نعم المشير
صرعى بمعركة تعف ... الوحش عنا والنسور
نوار روضتنا خدو ... دو الغصون بها خضور
والعيش أستر ما يكو ... ن إذا تهتكت الستور
طاف السقاة بها كما ... أهدت لك الصيد الصقور
عذراء يكتمها المزا ... ج كأنها فيه ضمير
وتظن تحت حبابها ... خدا تقبله ثغور
حتى سجدنا والإما ... م أمامنا بم (?) وزير وله فيه أيضا من جملة أبيات:
يزور نائلك العافي وصارمك الع ... اصي فتحويها أيد وأعناق