وفيات الاعيان (صفحة 1776)

(?) 599

القاضي محيي الدين ابن الشهرزوري

أبو حامد محمد بن القاضي كمال الدين (?) بن الشهرزوري المذكور قبله، الملقب محيي الدين، وقد تقدم من ذكر رياسة أبيه وما كان عليه من علو المرتبة ما لا حاجة إلى إعادته. وكان القاضي محيي الدين قد دخل بغداد للاشتغال فتفقه على الشيخ أبي منصور بن الرزاز وتميز، ثم أصعد إلى الشام، وولي (?) قضاء دمشق نيابة عن والده، ثم انتقل إلى حلب وحكم بها نيابة عن أبيه أيضا في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وبه عزل ابن أبي جرادة المعروف بابن العديم، وقيل كان ذلك في شعبان سنة ست وخمسين، والله أعلم (?) . وبعد وفاة والده تمكن عند الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين صاحب حلب غاية التمكن، وفوض إليه تدبير مملكة حلب في شعبان سنة ثلاث وسبعين، واستمر على ذلك، ثم وشى به أعداؤه وحساده إلى الصالح وجرت أسباب اقتضت أنه لزم بيته، ورأى المصلحة في مفارقة حلب والرجوع إلى بلد الموصل (?) فانتقل إليها، وتولى قضاءها ودرس بمدرسة والده وبالمدرسة النظامية بالموصل، وتمكن عند صاحب الموصل عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - واستولى على جميع الأمور، وتوجه من جهته رسولا إلى بغداد مرارا. وذكر بهاء الدين يوسف المعروف بابن شداد قاضي حلب في كتاب " ملجأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015