وكانت ولادة محمد المذكور سنة أربع وسبعين للهجرة، وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة بالكوفة، وهو باق على القضاء، فجعل أبو جعفر المنصور ابن أخيه مكانه، رضي الله عنه.
565 - (?)
أبو بكر محمد بن سيرين البصري، كان أبوه عبدا لأنس بن مالك، رضي الله عنه، كاتبه على أربعين ألف درهم، وقيل عشرين ألفا، وأدى المكاتبة.
وكان من سبي ميسان، ويقال من سبي عين التمر. وكان أبوه سيرين من أهل جرجرايا، وكنيته أبو عمرة (?) ، وكان يعمل قدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد رضي الله عنه في أربعين غلاما مختتنين (?) ، فأنكرهم، فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس. وكانت أمه صفية مولاة أبي بكر الصدين، رضي الله عنه، طيبها ثلاث من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعون لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريا فيهم أبي ابن كعب يدعو وهم يؤمنون. وروى محمد المذكور عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعمران بن حصين وأنس بن مالك، رضي الله عنهم، وروى عنه قتادة بن دعامة وخالد الحذاء وأيوب السختياني وغيرهم من الأئمة،