العسكر وردوه، فلما وصلوا إلى الموصل وصلهم سيف الدين غازي المذكور، وكان مقيما بشهرزور لأنها كانت إقطاعه من جهة السلطان مسعود السلجوقي - الآتي ذكره إن شاء الله بعض القلاع، وملك الموصل وما كان لأبيه من ديار ربيعة، وترتبت أحواله، وأخذ أخوه نور الدين محمود - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى - حلب وما والاها من بلاد الشام، ولم تكن دمشق يومئذ لهم.
وكان غازي المذكور منطويا على خير وصلاح يحب العلم وأهله، وبنى بالموصل المدرسة المعروفة بالعتيقة، ولم تطل مدته في المملكة (?) حتى توفي أربعين سنة، ودفن في مدرسته المذكورة، رحمه الله تعالى، وتولى بعده أخوه قطب الدين مودود - وسيأتي ذكره في حرف الميم إن شاء الله تعالى.
521 - (?)
سيف غازي بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي بن آق سنقر، صاحب المزصل، وهو ابن أخي المذكور قبله؛ تقلد المملكة بعد وفاة أبيه مودود، وهو والد سنجر شاه صاحب جزيرة ابني عمر، ولما توفي والده - في التاريخ الآتي ذكره في ترجمته - بلغ الخبر الدين وهو بتل باشر، فسار من