قوم نقضوا عهودنا بالشعب ... من غير جناية ولا من ذنب
صدوا وتعتبوا وقد همت بهم ... هلا هجروا وكان قلبي قلبي ويحكى أن سيف الدولة كان يوماً بمجلسه والشعراء ينشدونه، فتقدم أعرأبي رث الهيئة وأنشد وهو بمدينة حلب:
أنت علي وهذه حلب ... قد نفذ الزاد وانتهى الطلب
بهذه تفخر البلاد وبال ... أمير تزهى على الورى العرب
وعبدك الدهر قد أضر بنا ... إليك من جور عبدك الهرب فقال سيف الدولة: أحسنت والله، وأمر له بمائتي دينار.
وقال أبو القاسم عثمان بن محمد العراقي قاضي عين زربة (?) : حضرت مجلس الأمير سيف الدولة بحلب، وقد وافاه القاضي أبو نصر محمد بن محمد النيسابوري، فطرح من كمه كيساً فارغاً ودرجاً فيه شعر استأذن في إنشاده، فأذن له، فأنشد قصيدة أولها:
حباؤك معتادٌ وأمرك نافذ ... وعبدك محتاج إلى ألف درهم فلما فرغ من إنشاده ضحك سيف الدولة ضحكاً شديداً، وأمر له بألف درهم، فجعلت في الكيس الفارغ الذي كان معه (?) .
وكان أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم المعروفان بالخالديين الشاعرين المشهورين (?) ، وأبو بكر أكبرهما، قد وصلا إلى حضرة سيف الدولة ومدحاه، فانزلهما وقام بواجب حقهما، وبعث لهما مرة وصيفاً ووصيفة ومع كل واحد منهما