الشيخ عدي بن مسافر وأنا صغير بالموصل، وهو شيخ ربعهٌ أسمر اللون، وكان يحكي عنه صلاحاً كثيراً، وعاش الشيخ عدي تسعين سنة، رحمه الله تعالى.
416 - (?)
أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، وبقية النسب معروف (?) ؛ هو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة - وقد تقدم ذكر خمسة منهم كل واحد في بابه - وأبوه الزبير بن العوام أحد الصحابة العشرة المشهود لهم بالجنة وهو ابن صفية عمة النبي، صلى الله عليه وسلم. وأم عروة المذكور أسماء بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، هي ذات النطاقين وإحدى عجائز الجنة، وعروة شقيق أخيه عبد الله ابن الزبير، بخلاف أخيهما مصعب فإنه لم يكن من أمهما، وقد وردت عنه الرواية في حروف القرآن، وسمع خالته عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، وروي عنه ابن شهاب الزهري وغيره. وكان عالماً صالحاً، وأصابته الأكلة في رجلة وهو بالشام عند مجلس الوليد بن عبد الملك، فقطعت رجله في مجلس الوليد، والوليد مشغول عنه بمن يحدثه، فلم يتحرك ولم يشعر الوليد أنها قطعت حتى كويت فوجد رائحة الكي، هكذا قال ابن قتيبة في كتاب " المعارف " (?) ، ولم يترك ورده تلك الليلة، ويقال: إنه مات ولده محمد في تلك السفرة فلما عاد إلى