وعمره اثنتان وستون سنة، وكانت وزارته عشر سنين وخمسين يوما] (?) .
(92) ولما مات أخوه سليمان بن عبد الله بن طاهر (?) في سنة خمس وستين ومائتين وقف أخوه عبيد الله المذكور على قبره متكئاً على قوسه ونظر إلى قبور أهله، وأنشد:
النفس ترقى بحزن في تراقيها ... ودمعة العين تجري من مآقيها
لبقعة ما رأت عيني كقلتها ... ولا ككثرة أحباب ثووا فيها 359 (?)
أبو الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله بن محمد الباهلي، الحكيم (?) الأديب المعروف بالمغربي؛ أصله من أهل المرية بالأندلس - وتقدم ذكرها - ومولده ببلاد اليمن. ذكر أبو شجاع محمد بن علي بن الدهان الفرضي - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - في تاريخ جمعه أن أبا الحكم المذكور قدم بغداد وأقام بها مدة يعلم الصبيان، وأنه كان ذا معرفة بالأدب والطب والهندسة؛ انتهى كلام أبي شجاع وذكر مولده ووفاته. وقال غيره: كان كامل الفضيلة، جمع بين الأدب والحكمة، وله ديوان شعر جيد، والخلاعة والمجون غالبة عليه.
وذكر العماد الأصبهاني في " الخريدة " أن أبا الحكم المذكور كان طبيب