من أسد وهمدان وغيرهم، وبه ثلاث عيون: عين النخل احتفرها عثمان بن عفان، والآخرى تعرف بالحارة في وسط الحصن والسوق احتفرها المنصور، والثالثة تعرف بالباردة على الطريق خارج المنزل حفرها المهدي، وبفيد آبار كثيرة قصيرة الرشا، انتهى.

وقال الهجري: وأما حمى فيد وصفته فلم أجد أحدا عنده علم ممن كان أول من أحماه، ولا كم كانت منعته أول ما أحمى، إلا أن فيدا كان موضعه الذي هو به اليوم فلاة من الأرض بين بني أسد وطيئ، وكانت إلى جبل طيئ أقرب، فذكر أهل العلم ممن لقيت من أهله أنه التقطت به ركبتان كانتا جاهليتين، التقطهما أناس من بني أبي سلام ومعهم نفر من طيئ وهم يرعون هناك في ولاية بني مروان، وأن أول من حفر به حفرا في الإسلام أبو الديلم مولى لفزارة، فاحتفر العين التي هي اليوم قائمة وأساحها وغرس عليها، وكانت في يده حتى قام بنو العباس فقبضوها، فهي اليوم في أيديهم.

قلت: وكأنه لم يقف عل ما ذكره الأسدي من عين عثمان رضي الله تعالى عنه، ولعله أول من أحماه.

قال الهجري: وأما أجبل حمى فيد فأولها على طريق الكوفة بين فيدو الأجفر جبل يقال له الجبيل أحمر عظيم، على ستة عشر ميلا من فيد في أرض بني أسد، ليس بين فيد والكوفة جبل غيره، ثم يليه الغمر جبل أحمر طويل على عشرين ميلا من فيد، عن يسار المصعد لمكة، وإلى جنبه ماء يقال له الرخيمة، وماء يقال له الثعلبية، وكل ذلك في الحمى، ثم عن يسار المصعد قبة سوداء تدعى أذنة، على ستة عشر ميلا من فيد، في أرض بني أسد، وفي ناحيتها في الحمى مياه يقال لها الوراقة، ثم عن يسار المصعد هضب الوراق لبني أسد، وفي ناحيته مياه يقال لها أفعى، ومياه يقال لها الوراقة، ثم جبلان أسودان يدعيان القرنين في أرض بني أسد، على ستة عشر ميلا من فيد، والطريق إلى مكة تتوسطهما، ثم عن يمين الطريق للمصعد جبل أسود يقال له الأحول في أرض طيئ، على ستة عشر ميلا من فيد، وأقرب مياهه أبضة في حرة سوداء، ثم عن يمين المصعد جبل يقال له دخنان بأرض طيئ، على اثني عشر ميلا من فيد، ثم جبل يقال له الغبر، ثم جبلان يقال لهما جاش وجلذية لطيئ، على أكثر من ثلاثين ميلا من فيد، وهاهنا اتسع الحمى وكرم، ثم الصدر على سبعة أميال وثلاثين ميلا من فيد، ثم صحراء ليس بها جبل يقال لها صحراء الخلة، عن يمين الأجفر، على ستة وثلاثين ميلا من فيد وأقرب مياهها الجثجاثة.

ثم يليها على المحجة أكمة مشرفة على الأجفر. ثم سويقة هضبة حمراء طويلة في السماء، وهي في الحمى في أرض الضباب، على ثلاثين ميلا أو أكثر من ضرية، وهي التي عنت جمل بنت الأسود الضبابية، وذلك أنها جاورت بني الهدر في أعلى بلاد الضباب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015