فمنها: مسجد العصر، وعصر سيأتي أنه على مرحلة من المدينة.
قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عصر، فبني له فيها مسجد، ثم على الصهباء.
قال المطري: مسجد عصر من مشهوري المساجد التي صلّى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه إلى خيبر.
ومنها: مسجد بالصهباء، وهي على روحة من خيبر.
روى مالك عن سويد بن النعمان رضي الله تعالى عنه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء- وهي من أدنى خيبر- نزل فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد، فلم يؤت إلا بالسويق، فأكل وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ، قال المطري: والمسجد بها معروف.
قلت: وقد قدمنا قصة رد الشمس عنا عند ذكر مسجد الفضيخ من مساجد المدينة.
ومنها: مسجدان بقرب خيبر أيضا قال الإقشهري، ومن خطه نقلت وبنى له صلى الله عليه وسلم مسجد بالحجارة حين انتهى إلى موضع بقرب خيبر يقال له المنزلة، عرّس بها ساعة من الليل فصلى فيها نافلة، فعادت راحلته تجرّ زمامها، فأدركت لترد فقال: دعوعا فإنها مأمورة، فلما انتهت إلى موضع الصخرة بركت عندها، فتحوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصخرة، وتحوّل الناس إليها، وابتنى هنالك مسجدّا، فهو مسجدهم اليوم.
ومنها: مسجد بين الشق والنطاة من خيبر روى ابن زبالة عن حسن بن ثابت بن ظهير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتى خيبر، ودليله رجل من أشجع، فسلك به صدور الأودية، فأدركته الصلاة بالقرقرة، فلم يصل حتى خرج منها، فنزل بين أهل الشق وأهل النطاة، وصلّى على عوسجة هناك، وجعل حولها الحجارة.
ومنها: مسجد بشمران- روى ابن زبالة عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس جبل بخيبر يقال له شمران، فثم مسجده من ناحية سهم بني النذار، قال المطري: ويعرف هذا الجبل اليوم بشمران.