وذلك العرق أثناء طريقه على حافة الطريق، دون السبيل الذي دون ثنية المنصرف وأنت ذاهب إلى مكة، قال نافع: كان عبد الله يروح من الروحاء فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر.
وقال المطري عقب ما تقدم عنه في هذا المسجد: إن عن يمين الطريق إذا كنت بهذا المسجد وأنت مستقبل البادية موضعا كان عبد الله بن عمر ينزل فيه، ويقول: هذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ثمّ شجرة كان ابن عمر إذا نزل هذا المنزل وتوضأ صبّ فضل وضوئه في أصل الشجرة، ويقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وودّ أنه كان يدور بالشجرة أيضا ثم يصبّ الماء في أصلها، اتباعا للسنة، وإذا كان الإنسان عند هذا المسجد المعروف بمسجد الغزالة كانت طريق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة على يساره مستقبل القبلة، وهي الطريق المعهودة قديما، ثم السقيا، ثم ثنية هرشى، وهي طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال: وليس بهذا الطريق اليوم مسجد يعرف غير هذا الثلاثة مساجد، يعني سوى مسجد ذي الحليفة.
قلت: سببه هجران الحجّاج لهذا الطريق، وأخذهم من طرف الروحاء على البادية إلى مضيق الصفراء ثم إلى بدر، وذكر لي بعض الناس ممن سلك تلك الطريق أن كثيرا من مساجدها موجود، وسيأتي أني ظفرت برؤية مسجد طرف قديد الآتي ذكره، والله أعلم.
ومنها: مسجد الرويثة- قال البخاري عقب ما تقدم عنه من حديث نافع: وأن عبد الله حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين الطريق ووجاه الطريق في مكان بطح سهل حتى يفضي من أكمة دوين بريد الرويثة بميلين، وقد انكسر أعلاها، وانثنى في جوفها، وهي قائمة على ساق، وفي ساقها كثب كثيرة.
وقوله «بريد الرويثة» أي: الموضع الذي ينتهي إليه البريد بالرويثة، وينزل فيه، وقيل:
البريد سكة الطريق، ورواه ابن زبالة بنحوه، وفي رواية له «صلى دون الرويثة عند موضع السرحة» .
وقال الأسدي: وفي أول الرويثة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وبين الرّوحاء والرويثة ثلاثة عشر ميلا، وقال في موضع آخر: ستة عشر ميلا ونصف، ووصف ما بالرويثة من الآبار والحياض، قال: ويقال للجبل المشرف عليها المقابل لبيوتها «الحمراء» وللذي في دبرها عن يسارها قبل المشرق «الحسناء» .
ومنها: مسجد ثنية ركوبة كما سيأتي من رواية ابن زبالة في مسجد مدلجة تعهن أنه صلى الله عليه وسلم