فقلت: السلام عليكم، وأشرت بيدي فسمعت رد السلام عليّ من تحت الأرض، أعرفه كما أعرف أن الله خلقني، واقشعرت كل شعري مني، فدعوت الغلام فقلت: هات دابتي، فركبت.
وروى البيهقي في الدلائل من طريق العطاف بن خالد عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم «زار قبور الشهداء بأحد، فقال: اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء، وأنهم من زارهم أو سلّم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه» .
وقال العطاف: وحدثتني خالتي أنها زارت الشهداء فسلمت عليهم، فسمعت رد السلام، وقالوا: والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضا، قالت: فاقشعررت.
وذكر البيهقي أيضا رواية يحيى، وأن الواقدي قال: كانت فاطمة الخزاعية تقول: لقد رأيتني وغابت الشمس بقبور الشهداء ومعي أخت لي، فقلت لها: تعالي نسلم على قبر حمزة، فوقفنا على قبره، فقلنا: السلام عليكم يا عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا كلاما رد علينا:
وعليكم السلام ورحمة الله، قالت: وما قربنا أحد من الناس.
ثم روى البيهقي عن هاشم بن محمد العمري من ولد عمر بن عليّ قال: أخذني أبي بالمدينة إلى زيارة قبور الشهداء في يوم جمعة بين الفجر والشمس، فكنت أمشي خلفه، فلما انتهى إلى المقابر رفع صوته فقال: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، قال: فأجيب وعليك السلام يا أبا عبد الله، فالتفت أبي إليّ فقال: أنت المجيب؟ فقلت: لا، فجعلني على يمينه، ثم أعاد السلام، ثم جعل كلما سلم يرد عليه، حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فخرّ ساجدّا شكرا لله تعالى.
وقد تقدم في غزوة أحد أن الذين أكرمهم الله بالشهادة يومئذ سبعون رجلا، وقيل:
أكثر، وقيل: أقلّ، وقد سرد ابن النجار أسماءهم فتبعته ليسّلم عليهم من شاء بأسمائهم، فقال: حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشمّاس بن عثمان، هؤلاء الأربعة من المهاجرين.
ومن الأنصار: عمرو بن معاذ بن النعمان، والحارث بن أنس بن رافع، وعمارة بن زياد بن السكن، وسلمة بن ثابت بن وقش، وعمرو بن ثابت بن وقش، وثابت بن وقش، ورفاعة بن وقش، وحسيل بن جابر، وهو اليمان أبو حذيفة، وصيفي بن قيظي بن عمرو، والحباب بن قيظي، وعباد بن سهل، والحارث بن أوس بن معاذ، وإياس بن أوس بن عتيك، وعبيد بن التيهان، ويقال عتيك، وحبيب بن زيد بن تيم، ويزيد بن حاطب بن أمية ابن رافع، وأبو سفيان بن الحارث بن قبس بن زيد، وأنيس بن قتادة، وحنظلة الغسيل ابن