هذا الحمال لا حمال خيبر
الرجز المتقدم.
وروى أحمد عن أبي هريرة أنهم كانوا يحملون اللبن إلى بناء المسجد ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم معهم، قال: قاستقبلت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عارض لبنة على بطنه، فظننت أنها شقت عليه، فقلت: ناولنيها يا رسول الله، قال: خذ غيرها يا أبا هريرة فإنه لا عيش إلا عيش الآخرة.
قلت: وهذا في البناء الثاني، أي لأن أبا هريرة لم يحضر البناء الأول؛ لأن قدومه عام فتح خيبر.
وأسند ابن زبالة من طريق ابن جريج عن جعفر بن عمرو قال: كان المربد لسهل وسهيل ابني عمرو فأعطياه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبناه، وأعان أصحابه أو بعضهم بنفسه في عمله، وكان علي بن أبي طالب يرتجز وهو يعمل فيه، قال: وبناه النبي صلّى الله عليه وسلّم مرتين: بناه حين قدم أقل من مائة في مائة، فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد عليه مثله في الدور.
وروى الطبراني بإسناد فيه ضعيف عن أبي المليح عن أبيه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لصاحب البقعة التي زيدت في مسجد المدينة- وكان صاحبها من الأنصار- فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لك بها بيت في الجنة» قال: لا، فجاء عثمان فقال له: «لك بها عشرة آلاف درهم» فاشتراها منه، ثم جاء عثمان إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله اشتر مني البقعة التي اشتريتها من الأنصاري، فاشتراها منه ببيت في الجنة، فقال عثمان: إني اشتريتها بعشرة آلاف درهم، فوضع النبي صلّى الله عليه وسلّم لبنة، ثم دعا أبا بكر فوضع لبنة، ثم دعا عمر فوضع لبنة، ثم جاء عثمان فوضع لبنة، ثم قال للناس: «ضعوا» فوضعوا.
وروى الترمذي وحسّنه في حديث قصة إشراف عثمان على الناس يوم الدار عن ثمامة بن حزن القشيري أن عثمان رضي الله عنه قال: أنشدكم بالله وبالإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعونني أن أصلي فيها ركعتين، قالوا: اللهم نعم، الحديث، وأخرجه الدارقطني أيضا، وكذا أحمد بنحوه.
وأخرجا أيضا حديثا طويلا عن الأحنف بن قيس فيه: أن عثمان رضي الله عنه قال:
أهاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله