لم يتورع بعض أئمة المعتزلة وكبراؤهم عن الوقوع في بعض الصحابة
رضوان الله عنهم، والنيل منهم والإزراء بهم؛ فلهم فيهم مذاهب باطلة، وأقوال شائنة نوجزها في الأسطر التالية:
- تفسيقهم لطوائف منهم رضوان الله عنهم، ورد شهادتهم:
من ذلك قول كبيرهم ومؤسس مذهبهم: واصل بن عطاء بفسق أحد الفريقين من أصحاب الجمل1، وصفين2، وعثمان وقاتليه، وزعم أن فرقة من الفريقين فسقة لا بأعيانهم، وأنه لا يعرف الفسقة منهما؛ فلو شهد عنده رجل من هذا الفريق، ورجل من الفريق الآخر لم يقبل شهادتهما، قال: لعلمي بأن أحدهما فاسق لا بعينه، وجلعهما بمنزلة المتلاعنين، حتى ولو كان الشاهدان عليًا وعائشة، أو عليًا وطلحة؛ فهو يقول في ذلك: "ولو شهدت عندي عائشة وعلي وطلحة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم"3.
وتابع واصلًا على ذلك تلميذه عمرو بن عبيد، فقال: "لو أن عليًا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما أجزته"4، وفي رواية "والله؛ لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير على شراك نعل ما أخذت بشهادتهم"5.