والجبر هو: إسناد فعل العبد إلى الله1. وعرفه الشهرستاني بأنه: نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى2.
والجبرية صفنان:
- جبرية متوسطة.
- وجبرية خالصة.
فأما الجبرية الخالصة: فلا تثبت للعبد قدرة على الفعل أصلًا3، وهؤلاء هم الجهمية أتباع جهم بن صفوان الذي كان يقول: "إنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده، وأنه هو الفاعل، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز كما يقال: تحركت الشجرة، ودار الفلك، وزالت الشمس، وإنما فعل ذلك بالشجرة والفلك والشمس الله -سبحانه"4.
ويرى جهم: "أن الإنسان لا يقدر على شيء. ولا يوصف بالاستطاعة؛ وإنما هو مجبور في أفعاله، لا قدرة له، ولا إرادة، ولا اختيار؛ وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات"5، وعنده أن الفاعل حقًا هو الله، ومن سواه ليس بفاعل على الحقيقة6.
فهذا قول الجبرية الخالصة، وهو صريح في نفي قدرة العبد على فعله وأن الفاعل هو الله وحده.