وقد وصف الله - تعالى - الأمة الإسلامية بأنها أمة وسط، وذم الإسلام التطرف والانحراف والخروج عن الجادة، وصور الله - عز وجل - غير المتمكن من دينه بصورة من هو على حرف قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (سورة الحج، الآية:11) ، أي على غير تمكن فهو على طرف من دينه غير متمكن منه، كما صور المتمكن المستقيم بصورة من هو على صراط سوي لا عوج فيه ولا أمت، ووصف دينه وشريعته بين غيرها بأنها هي هذا الصراط السوي إذ يقول سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (سورة الأنعام، الآية:153) ، بل وصف نفسه - جل شأنه - بأنه على صراط مستقيم، إذ يقول سبحانه: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة هود، من الآية: 56) .