الوسطية في الحقوق الإسلام يحترم حقوق الإنسان ويلزمه بأداء الواجب إذ إنهما وجهان لعملة واحدة فكل حق يقابله واجب، ويعطيه مكانته وكامل حقوقه المشروعة شريطة ألا تكون هذه الحقوق على حساب الجماعة، وهكذا نرى أنه من الحقوق التي منحها الإسلام للفرد حق حرية الرأي والتعبير والمشاركة في المجتمع وحق التملك وحق الكرامة وحرية التدين.
فالحرية التي يرفع شعارها اليوم الكثير من الدول في العالم بلا ضوابط ولا قيود مما أدى للفوضى والتناقض والاضطراب في فهمها وتطبيقها؛ فحرية كل فرد تكون اعتداء على حريات الآخرين، وفي الوقت نفسه فإن الحجر عليها كبت لا يرضى، فجاء الإسلام ليعلن الحرية في حمى الدين المقيدة بضوابط شرع رب العالمين، تلك التي تمنع الإنسان من فعل الشر، وتدفعه لجلب الخير.
فالحرية في الإسلام لا تعني التفلت من المسؤولية، وحرية القول لا تعني حرية السب والشتم، وحرية الفكر لا تعني حرية الكفر والإلحاد والهدم، وحرية الانتقال لا تعني حرية الاستيلاء والاحتلال.