أهل السنة وسط في باب صفات الله بين المعطلة والمشبهة فأهل السنة يصفون ربهم - سبحانه وتعالى - بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، يثبتون ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وينفون عنه مماثلة المخلوقين وينزهونه عن أي نقص، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (سورة الشورى، من الآية: 11) .
والمسلمون وسط في عقيدتهم في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم لا يقولون في المسيح إنه الله أو ابن الله ولا ثالث ثلاثة ولا هم يكفرون به، بل يقولون عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم عليه السلام.
أما الصحابة فقد كان منهج أهل السنة فيهم وسطا فلم يكفروا أحدًا منهم أو يفسقوه، ولم يغلوا في أحد منهم، ولم يروا العصمة لأحد منهم، بل هم بشر، يحبون الجميع ويوالون الجميع ويترضون عنهم ويكفون عما شجر بينهم.