والإسلام ينظر إلى المؤمنين بوصفهم أمة متضامنة بجميع أفرادها على نصرة الحق، وجلب الخير، ودفع الشر، والوقوف صفاً في سبيل الإصلاح والإحسان.
وإن من واجب كل إنسان مسلم الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في الصف الذي ينادي بإصلاح الناس فكراً وعملاً وسلوكاً.
إن وسطية هذه الأمة مستمدة من وسطية منهجها ونظامها، فهو منهج وسط لأمة وسط، منهج الاعتدال والتوازن، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير.
والوسطية سمة بارزة لهذه الأمة في الزمان والمكان، في الاعتقاد والتشريع، والتكليف والعبادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الأخلاق والمعاملة، في كسب المال وإنفاقه، في مطالب النفس وشهواتها.
أمة وسط في الزمان ليكون كتابها مصدقاً ومهيمناً لما جاءت به الرسالات السماوية السالفة.
واختار الله - تعالى - مكان الرسالة وموقع قبلة الصلاة في المكان الوسط الذي يتسق مع وسطية الدعوة ويتناسب مع الرسالة العالمية الخالدة، وليشع النور من المركز إلى أرجاء المعمورة.