وحق لنا أن نبذل جهدنا في إحقاق الحق وإزهاق الباطل ونفند حجج المبطلين، ونرد كيدهم إلى نحورهم، فهذه الكلمة منه صلى الله عليه وسلم أتت في سياق الحديث عن حرب دفاعية عن الحق، هجومية على الباطل لا عدوان فيها ولا إرهاب بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد التي استشهد فيها 70 صحابياً كان في القمة منهم أسد الإسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، نزلت هذه الآية: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} (سورة آل عمران، الآية:151) ، وهزيمة أحد كانت في أعقاب خروج المشركين من مكة وشنهم الهجوم على الإسلام وأمته في المدينة، وقد استطاع المشركون إيقاع خسائر جسيمة بالمدافعين عن الدين، وموطنه الجديد مما ترك آثاراً سيئة في النفوس، فأراد الله أن يواسي جراحهم، ويجبر كسرهم ويراب الصدع الذي ألم بنفوسهم وأن يشعرهم أن الجولة القادمة ستكون لمصلحتهم وأنه سيقذف الرعب في قلوب المعتدين عندما يكررون هجومهم فماذا في ذلك من عيب؟ وجاءت كلمة الرعب مرة أخرى عندما غدر يهود بني النضير،