وهكذا كانت شعائر الإسلام وعباداته فهي تتوسط التكليف بمعناه العام فلا مشقة فيه ولا هوان في أمره، إن العبادات الإسلامية كلها من الصلاة والصوم والزكاة والحج تبدو للمكلف واجباً دينياً له أعظم الأهمية في دنياه وآخرته. وتبدو في أدائها إزاء هذا القدر العظيم من الأهمية قليلة المشقة والكلفة على النفس والجسد فتجتمع في العبادات عظمة التكليف في قيمته ويسره في أدائه.
وقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته مثالاً في التطبيق القرآني الكامل، لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الغلو في العبادة حتى لا تصل إلى المشقة البالغة، وقال لأصحابه الذين أرادوا حرمان أنفسهم من طيبات الدنيا ظناً منهم أن ذلك يقربهم إلى الله: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» .