د) معرفة وجهة نظر المخالف وشبهاته ومسالك الرد عليها. ومن ذلك عدم الطعن في أدلة الخصم إلا ضمن الأمور المبنية على المنطق السليم والقواعد المعترف بها لدى الفريقين.
هـ) معرفة مجالات الحوار، وهي كل ما يقع فيه الخلاف وليس من الثوابت والمسلمات، لأن المُسَلَّمات والثوابت لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين كحُسْنِ الصدق، وقُبحِ الكذب، وشُكر المُحسن، ومعاقبة المُذنب. فالتسليم ابتداء بالقضايا التي تعد من المسلمات والمتفق على صحتها مما ينبغي أن يتوافر عليها المتحاورون.
و) التخصص العلمي، فلا يصح أن يحاور في الأديان من يجهل أصولها وتاريخها والفرق التي تنتسب إلى كل ملة، وبالتخصص يتحقق التكافؤ العلمي وكثير من الحوار غير المنتج مردُّه إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين، ولقد قال الشافعي رحمه الله: "ما جادلت عالمًا إلا وغلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني! ". وهذا التهكم من الشافعي - رحمه الله - يشير إلى الجدال العقيم الذي يجري بين غير المتكافئين.