وأعظم أوقافه، وهو باقٍ إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها (?)، وقد فهم هذا الإمام البخاري وترجم عليه تراجم كثيرة جدًّا، وإن كان يذهب-رحمه الله- إلى أن مسجد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وقف مشاعٌ بينه وبين الأنصار، ومن تراجمه قوله: «وقف الأرض للمسجد»، وأورد جزءًا من حديث الهجرة الماضي، فهذه التَّرجمة للحديث دليل على أن مسجد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وقف منه وله إلى يوم القيامة. (?)

ومعلوم أنَّ سكن أهل الصُّفَّة في المسجد فيكون داخلًا في وقفه - صلى الله عليه وسلم -.

روى الإمام أبو داود بسنده إلى ابن شهاب: «كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث صفايا: بنو النضير، وخيبر، وفدك، فأما بنو النضير فكانت حبسًا لنوائبه، وأما فدك فكانت حبسًا لأبناء السبَّيل، وأما خيبر فجزَّأها بين المسلمين ثمَّ قسَّم جزءًا لنفقة أهله، وما فضل منه جعله في فقراء المهاجرين». (?)

وذكر الخصَّاف بسنده إلى عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث صفايا، وكانت بنو النضير حبسًا لنوائبه، وكانت فدك لابن السَّبيل، وكانت خيبر قد جزَّأها ثلاثة أجزاء، فجزآن للمسلمين، وجزء كان ينفق منه على أهله، فإن فضل فضل ردَّه على فقراء المهاجرين»، وهذا الأثر ساقه بنصه الإمام ابن شبة في كتابه. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015