النحر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في منى بحجة الوداع (?)، وقيل: نزلت أيام التشريق (?)، وعند الطبراني أنها لما نزلت هذه السورة أخذ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة (?)؛ ولهذا قالت عائشة - رضي الله عنها -: كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: ((سبحانك اللَّهم ربنا وبحمدك، اللَّهم اغفر لي)) يتأول القرآن (?)، ومعنى ذلك أنه يفعل ما أمر به فيه، وهو قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (?).
وخلاصة القول: إن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث كثيرة، ومنها:
1 - الحث على المداومة على العمل الصالح، وأن قليلاً دائماً خير من كثير منقطع؛ لأن بدوام العمل الصالح القليل تدوم الطاعة والذكر، والمراقبة، والنية، والإخلاص, والإقبال على الخالق، والقليل الدائم يثمر؛ لأنه يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً
كثيرة (?).