في سبيل اللَّه تعالى, وما خُيِّر بين شيئين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً, فإن كان إثماً، كان أبعد الناس عنه.
وقد جمع اللَّه له كمال الأخلاق، ومحاسن الشيم، وآتاه من العلم والفضل، وما فيه النجاة، والفوز، والسعادة في الدنيا والآخرة، ما لم يُؤتِ أحداً من العالمين, وهو أمّيٌّ لا يقرأ، ولا يكتب, ولا معلِّمَ له من البشر، واختاره اللَّه على جميع الأولين والآخرين، وجعل دينه للجن والناس أجمعين إلى يوم الدين، فصلوات اللَّه، وسلامه عليه، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين؛ فإن خلقه كان القرآن.
فينبغي الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم -، والتأسّي به في جميع أعماله، وأقواله، وجدِّه واجتهاده، وجهاده، وزهده، وورعه، وصدقه وإخلاصه، إلا في ما كان خاصّاً به، أو ما لا يُقدر على فعله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإنّ اللَّه لا يملّ حتى تملّوا (?)) (?)؛ ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)) (?).