وعقلًا وسلوكًا لحكم الله وهيمنته على خلفه. قال -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} (?).
ثم إن الإِيمان بالله عقيدة يختزنها الجنان وكلمة يرددها اللسان وعمل يصطبغ به السلوك الإنساني كله باتباع مرضاة الله -عَزَّ وَجَلَّ- والإمتثال لأوامره واجتناب نواهيه.
والِإيمان بالله تعالى قوة عاصمة من الدنايا دافعة إلى المَكْرُمَاتِ، ومن ثَمَّ فإن الله -تعالى- عندما يدعو عباده إلى خير أو ينفرهم من شر يجعل ذلك مقتضى الإِيمان المستقر في قلوبهم وما أكثر ما ينادي الله عباده بوصف الإِيمان: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ثم يذكر -بعدُ- ما يكلفهم به: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ...} الآية (?) " (?).
إن لكل شيء علامة تدل عليه ويعرف بها ومن علامات الإِيمان الصادق: أن يكون الله ورسوله أحب إلى الِإنسان من كل شيء. وأن يظهر ذلك في جميع تصرفاته فيصاحبه طاعة لله وطاعة رسوله وعمل بشرع الله الذي يحمله الرسول والاستجابة التامة لذلك ... قال -تعالى-: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)} (?).