المبحث الثاني التدرج في الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية

المبحث الثاني

التدرج في الأخذ بأحكام الشريعة الإِسلامية

(إن الطريق إلى الحق في مجال الأحكام الشرعية المتعلقة بالسلوك لا يكون بالغاء الواقع الجاهلي القائم على أساس الباطل وحذفه بصفة جمليَّة لتنزيل الحق منزلته، بل يكون بالانطلاق من ذلك الواقع إبقاءً على ما تبقى فيه من قِيَم الخير ورفعًا لما فيه من الفساد رفعًا تدريجيًا لتحل محله بالتدرج أيضًا صورة الحق في السلوك مراعاة لما ركب في "واقع الطبيعة الإجتماعية" من سنَّة التشبث بالموروث ومشقة الانقلاب الفوري من طور في السلوك إلى طور آخر مناقض له، وليس ما ورد في التشريع الإِسلامي من تنجيم في النزول ومن تدرج في بناء الأحكام إلَّا إرشادًا إلى هذه الطبيعة يتجاوز الحالة الخاصة المتمثلة في تحويل أهل الجاهلية من واقع جاهليتهم الباطلة إلى واقع الحقيقة الإِسلامية) (?).

(إن الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإِسلامية يجب أن تكون جامعة بين تحريك الإيمان في النفوس وإثارة الشعور الديني وبين إكمال الوعي وتنميته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015