من (Maurras) (?) وتشرشل أو روزفلت في العصر الراهن، الذي أصبح عصر إسرائيل كما كان اليهود في عصر روما (?).

مهما يكن من أمر فإن التراجيديا القرطاجية التي أضاءت جزءا من المأساة الحديثة، والتي قاربها أخيرا هدم الرايخ الثالث، قد أضحت هي أيضا تراجيديا تضيء على الخصوص معطى مركزيا لنفسية اليهود؛ التي هي الكراهية الموروثة نحو آسيا من الآباء إلى الأبناء، في كل ما فصلنا من قريب أو بعيد. فهناك بعض الشعارات التي لا تزال في الذاكرة تطلق من وقت لآخر: الخطر الآسيوي - الخطر الأصفر - الخطر الإسلامي، وهذه الشعارات لها مضمون وهوية تعني إلصاق التهمة سواء بالعنصرية لدى البعض أو بالاستعمار لدى الآخرين، وقليل من الناس يصنفها بالسمة الأعمق للنفسية اليهودية. فالغموض كله والإبهام يستقر بكل دقة في هذه النقطة، ولكن كيفما كان الأمر فقد تبين لنا أن الخيار اليهودي زمن الشتات لم يكن عملا للتعمية، كما أنه ليس محركا لعمق سلبي، فاليهود حينما تركوا بلدهم كانوا يعلمون تماما شروط إقامتهم الجديدة، كما يعلمون تماما المصادر التي تمدهم بمهمتهم في نفسية الرجل الأوروبي.

لذا أداروا ظهورهم قبل ألفي عام لحظوظ الازدهار التجاري الآسيوي.

ألا ترى أنهم قد ضحوا بحاضر مشكوك فيه لحساب مستقبل أكيد؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015