والطريقة الوحيدة لتعريف أسباب (الكف) والعطل تعريفاً فنياً، هي أن نحدد في أي الظروف تنتج عن الاستعمار، أو عن القابلية للاستعمار؛ وبهذه الطريقة يستطيع العالم الإسلامي، أن يحدد الوسائل المناسبة للقضاء على صنوف عجزه التي شلت حتى الآن جميع مشروعاته.
إن نجاح أي منهج- سواء اتصل بنظرية في السياسة أم في الإصلاح- مرتبط بتناول المشكلة من جانبيها معاً، فإذا نظرنا إلى جانب دون الآخر فقد غامرنا برؤية مشكله مزيفة (?).
ومن سوء المصادفة أن بتر المشكلة على تلك الصورة يتخفى عموماً في قناع (الوطنية)، الوطنية الهاذرة الباطلة.
أوليس من أنجع الوسائل لخدمة الاستعمار، أن يزمن عجزنا وشللنا، وأن تظل هذه الدماميل والقروح التي كانت تعدّ، منذ ثلاثة قرون أو أربعة، أمارات واضحة لمجتمع يمر بحالة التهيؤ للاستعمار؟
إن هناك نتيجة منطقية وعلمية تفرض نفسها، هي: أنه لكي نتحرر من (أثر) هو الاستعمار، يجب أن نتحرر أولاً من (سببه) وهو القابلية للاستعمار.
فكون المسلم غير حائز جميع الوسائل التي يريدها لتنمية شخصيته، وتحقيق مواهبه: ذلك هو الاستعمار؛ وأما ألا يفكر المسلم في استخدام ما تحت يده من وسائل استخداماً مؤثراً، وفي بذل أقصى الجهد ليرفع من مستوى حياته، حتى