إلى تكوين البعثات الدراسية التي ترسلها مصر سنوياً إلى الجامعات الأوربية، وأحدث هذه البعثات، وهي التي أرسلت عام 1947م كانت تتكون تقريباً من ستين طالباً، لم يخصص واحد من بينهم للدراسات الفنية (?).
من هذا المثال وغيره، نرى أن الحركة الحديثة لم تتجه نحو الآمال ووسائل أدائها، بل اتجهت إلى الأشكال والأذواق والحاجات (?).
وقد يحاول زعماء الحركة الحديثة أن يلصقوا أسباب عطلهم بالاستعمار، ولكن ذلك ليس إلا ضرباً من التعلل، إذ يقصدون بذلك الهرب من مسؤوليتهم الحقيقية. ولقد شاركهم في تعللهم أيضاً دعاة الحركة الإصلاحية؛ أولئك الذين لم يبحثوا مطلقاً عن الأسباب الداخلية لعجزهم، بل اكتفوا بإسناد التبعة إلى السلطة الأجنبية، فالتياران كلاهما لا يهتمان بعلاج نقائصه، بل لقد جهد في سبيل إخفائها عن الشعب (?).