موقع الجمرة الأولى

القول الراجح في هذه المسألة

ذكر تعليل عدم الدعاء عند هذه الجمرة

فَيَبْتَدِئُ بِالْجَمْرَةِ الأُوْلَى (1)، فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، وَيَرْمِيْهَا بِسَبْعٍ كَمَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (2)، ثُمَّ يَتَقَدَّمَ قَلِيْلاً، فَيَقِفُ يَدْعُو اللهَ تَعَالَى (3)، ثُمَّ يَأْتِي الْوُسْطَى، فَيَرْمِيْهَا كَذلِكَ (4). ثُمَّ يَرْمِيْ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (5)، وَلا يَقِفُ عِنْدَهَا (6)،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قوله «فيبتدئ بالجمرة الأولى»

(1) قوله (فَيَبْتَدِئُ بِالْجَمْرَةِ الأُوْلَى): وهي أبعد الجمرات من مكة وأقربها من منى، وهي التي تلي مسجد الخيف، وتسمى الآن بالجمرة الصغرى.

قوله «فيستقبل القبلة، ويرميها بسبع كما رمى جمرة العقبة»

(2) قوله (فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، وَيَرْمِيْهَا بِسَبْعٍ كَمَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ): وقيل يجعل مكة عن يمينه ومنى عن يساره، ويستقبل الجمرة، ثم يتقدم ذات اليمين، وتكون الجمرة جهة كتفه الأيسر، ولا دليل هنا على استقبال القبلة حال الرمي، ولذا الأظهر عندي أنه يفعل الأيسر له لما فيه من التيسير على المسلم في هذا الموقف الذي يحصل فيه زحام ومشقة شديدة.

قوله «ثم يتقدم قليلا، فيقف يدعو الله تعالى»

(3) قوله (ثُمَّ يَتَقَدَّمَ قَلِيْلاً، فَيَقِفُ يَدْعُو اللهَ تَعَالَى): أي يبتعد قليلاً عن موضع الزحام لئلا يناله الحصى، ويدعو طويلاً. وسنذكر دليل ذلك إن شاء الله.

قوله «ثم يأتي الوسطى، فيرميها كذلك»

(4) قوله (ثُمَّ يَأْتِي الْوُسْطَى، فَيَرْمِيْهَا كَذلِكَ): أي يرميها بسبع حصيات متتابعات ثم يدعو كما فعل في الأولى.

قوله «ثم يرمي جمرة العقبة»

(5) قوله (ثُمَّ يَرْمِيْ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ): وهي التي رماها يوم العيد.

قوله «ولا يقف عندها»

(6) قوله (وَلا يَقِفُ عِنْدَهَا): أي لا يقف عند جمرة العقبة وهي الجمرة الكبرى بل إذا رماها انصرف.

وقد علل الفقهاء عدم الدعاء هنا بأمرين:

الأول: إما لأن المكان ضيق، فلو وقف لحصل منه تضييق على الناس وتعب على نفسه.

الثاني: وقيل لا يدعو هنا لأن الدعاء التابع للعبادة يكون في موقف العبادة =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015