أعْمَيانِ يَمشِيانِ ويتعثَّران، ويقولان: كيف الطريق؟ وأين الطريق؟ ".

° وحدثني شهابُ الدين المِزِّي، عن شرف الدين بن الشيخ نجم الدين ابن الحكيم عن أبيه أنه قال: قَدِمتُ دمشقَ، فصادفت موتَ ابن عربي، فرأيتُ جنازتَه كأنما ذُرَّ عليها الرماد، فرأيتُها لا تشُبه جنائزَ الأولياء" (?).

° وقال ابنُ تيمية: "وقد صنَّف بعضُهم -أي: أهل الاتحاد- كُتُبًا وقصائدَ على مذهبِه، مِثْلِ قصيدةِ ابنِ الفارض المُسمَّاه بـ "نظم السلوك"، يقول فيها:

لها صلواتي بالمقام أُقيمها ... وأشهَدُ فيها أنها لي صَلَّت

كلانا مُصَل واحدٌ ساجدٌ إلى ... حقيقتِه بالجمع في كُلِّ سجْدَةِ

وما كانَ لي صَلَّى سوايَ ولمْ تكُن ... صلاتي لغيري في أدا كُلِّ ركعةِ

ثم قال: إلى مثل هذا الكلام -أي: الدالِّ على الاتحاد-، ولهذا كان عند الموت يُنشِد:

إن كان منزلتي في الحبِّ عندكمُ ... ما قد رأيتُ فقد ضَيَّعتُ أيامي

أُمْنَيةٌ ظفِرتْ رُوحي بها زمَنًا ... واليوم أحسَبُها أضعاثَ أحلامِي

فإنه كان يظنُّ أنه الله، فلمَّا حَضَرت ملائكةُ الله لقبضِ روحه، تبيَّن له بطلانَ ما كان يظنه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015