الذي كان بدورِه تلميذًا لابن عربي، كما كان القاشَاني والنابلسي تلميذَينِ من تلاميذِ مدرسته، غير أن الأستاذ "نلِّينو" يرى أن القاشاني أكثرَ أمانةً في شرحه من النابلسي، وذلك لأن القاشاني تُوفِّي بعد ابن الفارض بقرنٍ من الزمان، في حين أن النابلسي تُوفِّي بعده بأكثر من خمسةِ قرون (?).
° ورُوي أن الفَرغاني قرأ "التائية" على جلالِ الدين الرومي وشَرَحها بالفارسية، ثم بالعربية، وسَمَّى شرحه "منتهى المدارك" (?).
وقد بدأ ابنُ عربي كتابة "فصوص الحكم " في أوائل سنة 627 هـ وانتهى منه سنة 628 هـ، فإن صَحَّ هذا التاريخُ كان معناه أن كتاب الفصوص تمَت كتابته قبلَ وفاةِ ابن الفارض بأربعة أعوام، وإذن فلا يَبعُدُ أن يكون ابنُ الفارض قد اطَلع على هذا الكتاب عندما أخذ يُملِي ديوانَه بـ "القاهرة" فيما بين سنتي 628 أو 629 هـ و632 هـ، وأن تكون بعضُ العناصرِ الموجودة في "الفصوص" قد امَتَزَجَت ببعضِ أبياتِ "التائية الكبرى"، غير أننا لا نعتقدُ مع ذلك ما يعتقدُه بعض القدماء -كالشيخ مدين وغيره- من أن "التائية" هي "الفصوص" لا فرقَ بينهما إلاَّ في أنَّ هذه نثرٌ وتلك شِعرٌ (?)؛ وإنما الذي نعتقدُه هو أن يكونَ ابنُ الفارض قد استعان ببعضِ الألفاظِ والعباراتِ والأمثلةِ التي وَرَدَت في "الفصوص" إلى هذا ذهب الدكتور محمد مصطفى حلمي في كتابه (?).