قبله، حتى عُرِف للأمم الماضية قبل مجيئه.
° وجعل اللهُ الوحيَ ذِكرًا له ولقومه، قال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 43، 44]، ومعلوم أنَ ذِكرَ قومه ذِكر له.
° ومِن رفع ذِكرِه توجيهُ الخطاب إليه بالنبوة والرسالة: "يا أيها الرسول"، "يا أيها النبي" والتصريح به في مقام الرسالة "محمد رسول الله".
° قال الشافعي عن مجاهد في تفسير: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}:
"لا أُذْكَر إلاَّ ذُكِرْتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله".
قال الشافعي يعني: "ذِكرَه - صلى الله عليه وسلم - عند الإِيمان بالله تعالى والأذان، ويُحتمل ذِكرُه عند تلاوة القرآن، وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية.
فالفاعلُ للطاعة أو الكافُّ عن المعصية امتثالاً لأمر الله تعالى به ذاكِرٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - بقلبه؛ لأنه المُبلِّغُ لنا عن الله تعالى، وهذا أعمُّ من الذِّكر باللسان، فإنه قاصر على الإسلام والأذان والتشهُّد والخطبة ونحوها.
قال الشافعي: فلم تُمْسِ بنا نعمة ظَهرت ولا بَطَنَتْ نِلْنا بها حظًّا في دين أو دنيا، أو دُفع عنا بها مكروهٌ فيهما، أو في واحدٍ منهما، إلاَّ ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - سببُها".
* {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}:
* ذُكِرْتَ في الكتب المُتقدِّمة، وجُعِل ذِكرك في القرآن مقرونًا بذكره