فأجمعُهم، ونسير إلى محمد في عُقرِ داره؛ فإنه لم يُغْزَ أحدٌ في عقر داره إلاَّ أدرك منه عدوّه ما يريد".

انتدب له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثين، على رأسهم عبدُ الله بنُ رواحة، قَدِموا على أُسيْر، فقالوا: "نحن آمنون حتى نعرِضَ عليك ما جئنا له؟ ". قال: "نعم، ولي منكم مثل ذلك؟ "، فقالوا: "نَعَمْ". فقالوا لأُسَير: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا إليك لتخرجَ إليه؛ فيستعمِلَك على خيبر ويحسِن إليك" فطَمع في ذلك وخَرَج، وخر معه ثلاثون رجلاً من يهود، مع كل رجل رديفٌ من المسلمين، حتى إذا كانوا بـ "قَرْقَرة ثِبار"، ندِم أُسير، وفكَّر بالخيانة، قال عبدُ الله بن أُنيس -وكان في السَّرية -: "وأهوى بيده إلى سيفي، ففطِنتُ له، ودفعتُ بعيري، وقلتُ: غَدْرًا -أيْ عدوَّ الله -!! فعل ذلك مرتين، فنزلتُ، فسُقْتُ بالقوم حتى انفرد لي أُسير، فضربته بالسيف، فأنذرت عامَّةَ فخِذه وساقه , وسَقَط عن بعيره وبيده مِخْرَش (?) من شَوْحَط (?)، فصرَبني فشجَّني، ومِلْنا على أصحابه , فقتلناهم كلَّهم غيرَ رجل واحد أعجَزَنا شدَّا ,ولم يُصَبْ من المسلمين أحدٌ، ثم أقبلنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدَّثناه الحديث، فقال: "نجّاكم اللهُ منَ القوم الظالمين" (?).

فبُورك عبدُ الله بن أنيس من بطلٍ مغوار، يُورد ثلاثةً من كبارِ شانئي الرسول - صلى الله عليه وسلم - النار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015