وَافَاهُ في صَحْبَهِ يُدنِي الخُطَى عَبِقًا ... كأنه ذاتُ دَلٍّ زَانها هَيَفُ (?)

قالوا أتمشِي إلى شِعبِ العجوزِ ففي ... هذا الخلاء جنًى للنفس يُخْتَرفُ (?)

وَانْظُرْ إلى القمرِ الزاهِي وبَهجتِه ... وَاعْجَبْ له بعد هذا كيفَ يَنكسِفُ

* * *

ساروا إلى الشِّعبِ والأقدارُ تَتبعُهم ... على هُدى اللهِ ما زَاغْت ولا اعْتَسَفوا

حتى إذا قعدوا ظَلتْ بموقِفها ... وَأَقْبَلَ الموتُ عن أيمانِها يَقِفُ

وتِلكَ كفُّ أخيهِ فَوْقَ مَفْرقِه ... كأنها من جَنيِّ الزهرِ تَقتَطِفُ

يَشُمها ويقولُ القولَ يَخدَعُه ... في الطيبِ وَهْوَ له من خلفهِ هَدَفُ

ظَلتْ سيوفُ رسولِ اللهِ تأخذُهُ ... تَشُقُّ ما ضربت منه وتَنْتَقِفُ (?)

يا حُسنَها صَيحةً مِن فيه يُرسِلُها ... كادتْ تَخِرُّ لها من دارهِ السقُفُ

لم تستطع عُرْسُه صَبْرًا فجاوَبها ... صَوْتٌ يُجِلجِلُ أودَى السيدُ اللقِفُ (?)

بَنِي قَريظةَ هُبُّوا من مَضَاجِعكم ... بني النضيرِ انْفِرُوا للثأرِ وَازْدَلِفُوا

عَدا الرجالُ على كعبٍ فوالهفا ... أين الحُماةُ وماذا يَصنع اللهَفُ

تَبكِي عليه وماذا بعدَ مصرعِه ... إلا البكاءُ وإلا الأدمعُ الذُّرُفُ

إن الذي كان يَثْنِي عِطفَهُ صَلَفًا ... أمسى صَرِيعًا فلا كبْرٌ ولا صَلَفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015